سياسة

المغرب يبذل “جهودا محمودة” لمكافحة الوصم الاجتماعي المرتبط بالأمراض العقلية (الكاتب العام لوزارة الصحة)

الجمعة, 6 أكتوبر, 2023 – 21:46

بوينوس أيريس – أكد الكاتب العام لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، السيد عبد الكريم مزيان بلفقيه، أن المغرب يبذل “جهودا محمودة لمكافحة الوصم الاجتماعي والبنيوي المرتبط بالأمراض العقلية”، وذلك بمناسبة مشاركته في القمة العالمية الخامسة للصحة العقلية المنظمة بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس.

وأبرز السيد مزيان بلفقيه، الذي يمثل المغرب في هذه القمة إلى جانب المئات من المندوبين الحكوميين والخبراء الدوليين في مجال الصحة العقلية، سلسلة التدابير التي اعتمدها المغرب لمكافحة وصم المرضى وذلك على وجه الخصوص، من خلال حملات التوعية حول حقوق الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، فضلا عن تعزيز التمويل لفائدة الصحة العقلية.

وأضاف السيد مزيان بلفقيه، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب يشجع أيضا على إشراك الأشخاص ذوي الاضطرابات النفسية وعائلاتهم في عملية صنع القرار، مشيرا إلى أن الصحة العقلية “حق إنساني كوني وشرط ضروري لتنمية المجتمعات”.

وفي السياق ذكر السيد مزيان بلفقيه بأن المغرب ارتقى منذ سنوات عديدة بمسألة الصحة العقلية إلى مصاف الأولويات الوطنية.

ومنذ سنة 2018، وبفضل توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد السيد مزيان بلفقيه، أن الحكومة جددت التزاماتها من خلال تركيز جهودها على ورشين رئيسيين: الحماية الاجتماعية والنظام الصحي.

وأضاف أنه في نفس هذه الدينامية، تم دمج الاعتبارات المتعلقة بالصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، كعنصر أساسي في الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية وحالات الكوارث.

وفي هذا الصدد، ومن أجل مواجهة الكارثة الناجمة عن الزلزال الذي ضرب المغرب يوم 8 شتنبر الماضي، أكد الكاتب العام لوزارة الصحة، أنه تم تنفيذ تدخلات مجتمعية ومهنية ومتخصصة في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي.

وتعكس كل هذه التدابير التزام المغرب بالصحة العقلية في جميع السياسات العمومية، باعتبار ذلك الضامن الوحيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وولوج الجميع إلى الصحة العقلية كحق كوني.

وتم تنفيذ تدابير استراتيجية في هذا الاتجاه، من خلال تحسين حكامة النظام الصحي، لا سيما من خلال إحداث الهيئة العليا للصحة وإنشاء مجموعات صحية جهوية.

وتتعلق هذه التدابير أيضا بتثمين وتطوير الموارد الصحية البشرية؛ والرقي بمستوى عرض الرعاية الصحية إلى الآفاق المنشودة ورقمنة نظام المعلومات الصحية.

وقد تم اعتماد تدابير أخرى، لا سيما بخصوص ما يتعلق بدمج الصحة العقلية في أنظمة الصحة الأولية وفي المستشفى العام، والولوج إلى الجيل الجديد من عقاقير العلاج النفسي وتدخلات إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي ووضع استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار.

وعلى هامش مشاركته في هذه القمة، أجرى السيد مزيان بلفقيه سلسلة مباحثات مع عدد من المسؤولين بقطاع الصحة بمنطقة أمريكا اللاتينية، ومن بينهم على الخصوص وزيرة الصحة بالأرجنتين، كلارا فيزوتي، ورئيس اللجنة الوطنية للصحة العقلية والإدمان بالمكسيك، خوان مانويل كيخادا.

ودعا المشاركون في القمة العالمية الخامسة للصحة العقلية التي تختتم أشغالها اليوم الجمعة، إلى مكافحة الوصم في مجال الصحة العقلية وإعطاء الأولوية لإدماج هذه القضية في جميع السياسات العمومية.

وعقدت هذه القمة لأول مرة في لندن عام 2018. وتعد قمة 2023 استمرارا للاجتماعات التي عقدت في أمستردام (2019) وباريس (2021) وروما (2022).

وتهدف نسخة بوينوس أيريس إلى إدراج تدخلات الصحة العقلية المجتمعية في جميع السياسات العمومية وإدراج خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي في اهتمامات الميزانيات الوطنية.

و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى