إقتصاد

منتدى “أفريكا 21”.. الانتقال الطاقي عامل أساسي من أجل النهوض بالبلدان الإفريقية وسد احتياجاتها الملحة

أكد المشاركون في جلسة نقاش حول موضوع “أي نموذج إفريقي للانتقال الطاقي في زمن إزالة الكربون ؟”، نظمت اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، على أهمية الانتقال الطاقي من أجل النهوض بالبلدان الإفريقية وسد الاحتياجات التي تمليها التطورات الاجتماعية والاقتصادية في القارة.

وأوضح المتدخلون خلال هذه الجلسة التي تندرج ضمن فعاليات منتدى “أفريكا 21″، المنظم من طرف “نيوز كوم أفريكا القابضة”، بشراكة مع وزارة التجهيز والماء، تحت شعار “رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإفريقيا صامدة وذات سيادة في ما يتعلق بالأمن المائي والطاقي والغذائي”، أن بلدان القارة الإفريقية، التي تختزن العديد من المؤهلات خاصة في المجال الطاقي، في حاجة إلى استخدام الطاقات المتجددة بغية مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة بالقارة السمراء.

وبهذه المناسبة، استعرض أحمد الغزاوي رئيس قسم الطاقات المتجددة بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، التجربة المغربية في هذا المجال، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المملكة قطعت أشواطا كبيرة في هذا الميدان وذلك بفضل الاستراتيجية الطموحة التي وضعها المغرب.

ومن أجل إنجاح ورش الانتقال الطاقي، أكد السيد الغزاوي أنه يجب أن يكون هذا الانتقال نابعا من إرادة سياسية حقيقية من أجل ترسيم الأهداف ووضع استراتيجية واضحة المعالم، مشيرا إلى الرؤية النيرة لجلالة الملك محمد السادس المتمثلة في بلورة استراتيجية، تعود لسنة 2009، تعنى بالمجال الطاقي والتي مكنت المغرب من قطع أشواط مهمة.

وأضاف أن المغرب نجح في كسب رهان تحدي الانتقال الطاقي الذي رفعه، في تلك الآونة، والمتمثل في بلورة نموذج خاص بالمملكة من أجل تحقيق نتائج ملموسة، معربا عن استعداده لتقاسم تجربة المغرب مع البلدان الإفريقية في هذا المجال.

وبالموازاة مع ذلك، يضيف رئيس قسم الطاقات المتجددة، أن المغرب واكب هذه التحولات المرتبطة بالانتقال الطاقي على المستوى القانوني بشكل يتماشى مع تطور هذا المجال والخصوصية المغربية.

ومن جانبه، قال مبارك لو، المدير العام لمكتب الآفاق الاقتصادية في السنغال وعمدة بلدية نيومري (Niomere)، إن الانتقال الطاقي بالقارة أصبح ضرورة ملحة وذلك بالنظر إلى الاقبال المتزايد على استهلاك الطاقة، مضيفا أنه رغم ذلك فإن إفريقيا تظل القارة الأقل استهلاكا للطاقة وذلك مقارنة مع باقي القارات.

وسلط السيد لو الضوء على الإكراهات التي تشهدها عدد من القرى السينغالية على مستوى الولوج إلى الخدمات المتعلقة أساسا بالتزود بالكهرباء، مضيفا أن القارة أمامها شوط كبير من أجل توسيع وتعميم الشبكة الكهربائية على مختلف القرى السينغالية.

وفي هذا الصدد أبرز أهمية التعاون بين البلدان الإفريقية في هذا المجال، مستحضرا في هذا السياق ربط الشبكة الكهربائية بين المغرب وموريتانيا وهذه الأخيرة والسنغال.

كما أكد أهمية مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية على المستوى الإفريقي، والتنمية المشتركة، مضيفا أن المشروع سيعود على الدول التي يربطها بفوائد اقتصادية مهمة.

من جانبها، استعرضت وهبة الزنيبر المديرة العامة لQAIR المغرب، المختصة في إنتاج الطاقة الكهربائية الخضراء بالمغرب منذ سنوات، تجربتها ومساهمتها في التحول الطاقي بالمغرب من خلال تزويد الصناعيين بالطاقة الكهربائية الخضراء.

وأضافت أنه إلى جانب العديد من المشاريع بالمملكة المتمثلة أساسا في مواكبة الصناعيين في جميع مراحل التزود بالطاقة الخضراء سواء الريحية أو الشمسية، تشمل مشاريعها أيضا كلا من بوركينا فاسو والتشاد والسنغال وليبيريا وتونس.

وتعد النسخة الأولى من منتدى “أفريكا 21” موعدا سنويا يهتم بإفريقيا وبالتحديات والرهانات الجديدة للقارة الإفريقية، ويسعى إلى أن يكون منصة مرجعية للمواضيع المتعلقة بالصمود والأمن الغذائي في شتى جوانبها.

وتمحور المنتدى، الذي استمر ليومين، حول أربع ندوات همت “الابتكار التكنولوجي في مكافحة الإجهاد المائي: عامل للتنمية”، و”وظائف الغد الخضراء، أي مكانة في التعليم والتكوين المهني؟” و”أي نموذج إفريقي للانتقال الطاقي في زمن إزالة الكربون؟”، و”مناخ الأعمال في إفريقيا: من أجل إطار يفضي إلى تطوير المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى