من الهجوم المضاد إلى الدفاع النشط، كيف تحولت استراتيجية أوكرانيا في حرب روسيا خلال 6 أشهر؟

في يونيو من عام 2023 قررت أوكرانيا تحويل استراتيجيتها في الحرب التي وقعت بينها وبين روسيا، إلى الهجوم، لتبدأ مرحلة جديدة أسماها الجانب الأوكراني عملية الهجوم المضاد، والتي تهدف إلى استعادة المناطق التي سيطرت عليها روسيا خلال العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

إلا أنه بالأرقام لم تتوج العملية الأوكرانية بالنجاح، خاصًة أن التحصينات الروسية والأنظمة الدفاعية المنيعة وقفت بمثابة حائلٍ أمام التقدم الأوكراني المرجو، من أجل استعادة عدد من الأراضي التي خضعت للسيطرة الروسية خلال أيام الحرب.

لماذا فشل الهجوم المضاد الأوكراني؟ 

طرحت صحيفة le monde الفرنسية، تساؤلًا حول الأسباب التي أدت إلى فشل الهجوم الأوكراني المضاد للهجمات الروسية، موضحًة أن الجيش الأوكراني استغرق ما يقرب من 5 أشهر بغرض تنفيذ عملية «هجومية» ضد روسيا، إلا أن تلك العملية لم تستطع سوى إحداث خدوش بسيطة في الدفاعات الروسية في الجبهات التي سيطرت عليها روسيا.

صحيفة لو موند الفرنسية

وأضافت الصحيفة، أن الهدف المعلن من قبل الجانب الأوكراني على رأسهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كان العمل على اختراق النظام الدفاعي الروسي المبني جنوب الخط الفاصل بين زاباروجيا ودونتيسك الشعبية، إلا أن ما نُفذ على الأرض كان عكس ما أُعلن من أهدافه.

الجيش الأوكراني لم يخدش سوى السطح وظل يماطل

وعلى الرغم من الدعم الغربي الكامل لأوكرانيا في أي خطوة تتخذها ضد روسيا، فإن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي رأى في دراسة نشرها في أكتوبر 2023، أن الجيش الأوكراني لا يكاد يحرز تقدمًا حقيقيًا وواضحًا فيما يخص عملية الهجوم المضاد.

مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي

وأضافت الدراسة الأمريكية، أن القوات المسلحة الأوكرانية تستمر في المماطلة بصورة كبيرة فيما يخص عملية الهجوم المضاد، حيث ينحصر تقدم الجيش الأوكراني لا يتجاوز 90 مترًا يوميًا، أي أن الأوكرانيين لا يكادون يحرزون أي تقدم حقيقي ضد الجيش الروسي على الرغم من الدعم الغربي الكبير الذي لم يتأخر في تقديم أي معدة عسكرية قد تسهم في نجاح تلك العملية.

التحول من الهجوم إلى الدفاع

ومع حلول عام 2024 قرر قائد الجيش الأوكراني الجديد أولكسندر سيرسكي، تغيير الاستراتيجية التي ظل الجيش الأوكراني يتبعها خلال النص الثاني من 2023، وهي التحول من الهجوم المضاد لمحاولة السيطرة على الجانب الأوكراني، إلى العملية الدفاعية.

ورأى قائد الجيش الأوكراني، أن العملية الدفاعية أو الوضعية الدفاعية تصب بصورة كبيرة في مصلحة أوكرانيا، خاصًة، وأن الهدف من الوضعية الدفاعية من منظوره تسبب إلحاق أكبر قدر من الخسائر بروسيا، مشيرًا خلال لقاء تليفزيوني أنه مستعد للتنازل والانسحاب من مواقع معينة لإنقاذ حياة الجنود الأوكرانيين.

عملية الدفاع الأوكرانية قريبة لألمانيا النازية

أشارت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية الرقمية، إلى أن أوكرانيا تحولت لإستراتيجية حرب جديدة، ممثلة في الانسحاب من مناطق تحت سيطرتها بحجة الدفاع أو الحفاظ على الجنود الأوكرانيين، وهو ما أسمته القوات الأوكرانية باستراتيجية الدفاع.

وترى الصحيفة من خلال تقرير لها، أن الجيش الأوكراني اتجه لاستخدام استراتيجية الدفاع التي تميزت بها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، عند قيامها بمحاولة للدفاع عن نفسها خلال اجتياح الاتحاد السوفيتي.

بيزنس انسايدر

وأوضحت الصحيفة نقلًا عن عقيد أمريكي متقاعد، أن تلك الاستراتيجية لا تستخدم على حد الجيش بصورة كاملة، مضيفًا أن ألمانيا في الحرب العالمية الثانية تميزت بشيء يتم تدريسه في المدارس العسكرية الآن، هو السماح بالسوفييت بالتقدم في جبهة الحرب ثم تنفيذ هجمة مضادة تجاه القوات المتقدمة.

وأضافت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية الرقمية، أن العملية الأوكرانية على عكس مسماها، فمسمى العملية هو عملية الدفاع النشاط، إلا أن أوكرانيا تتبع إلى حد كبير نظام الدفاع الثابت بصورة كبيرة، حيث إن العملية الأوكرانية لم ينفذ بها أي مناورات منذ إعلان التحول للدفاع بدلًا من الهجوم المضاد.

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

وكالات