رياضة

“ماريانا كوفاسيفيتش”.. حكاية الساحرة التي لجأ لها كريستيانو رونالدو

كرة القدم كانت ومازالت في نظر العديد لعبة الرجال، إذ رغم التقدم الكبير في الكرة النسائية وتواجد لاعبات بجودة عالية، إلا أن مقاليد الحكم خارج الملاعب ظلت بأيدي الرجال .. مع هذا، فهناك عدة نساء اخترقن ذلك الحاجز وفرضن أنفسهن على اللعبة الأشهر في العالم. جول النسخة العربية يُطلق سلسلة جديدة تتحدث عن أبرز النساء في عالم الساحرة المستديرة.

حلقتنا اليوم عن الصربية ماريانا كوفاسيفيتش، الساحرة أو المعالجة الروحية التي تحظى بشعبية هائلة بين الرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم خاصة لقدرتها علاج إصاباتهم الرياضية في وقت أسرع من المعتاد، وآخر المستفيدين منها كان مهاجم الهلال ألكسندر ميتروفيتش.

ماريانا .. الصيدلانية التي أصبحت المعالجة الساحرة

وُلدت ماريانا عام 1962 وتخرجت من كلية الصيدلة في صربيا عام 1987 وحصلت على الماجستير، ومن ثم حصلت على شهادة مزاولة المهمة عام 1990، وبدأت بعدها العمل مع العديد من الجهات المختصة بالصناعات الدوائية، كما حصلت على شهادات خاصة في العلاج الطبيعي وعلاج العضلات لتُكون خبرة جيدة في هذا المجال.

لم تكن ماريانا سوى صيدلانية مجهولة في بلادها قررت الاتجاه لفتح مركز طبي خاص بعلاج الإصابات العضلية مطلع القرن الجديد، اشتهرت فيما بعد في بلادها وبين الرياضيين الصرب بالعلاج السريع وبأساليب غير تقليدية لإصابات العضلات، لكن كل شيء بدأ يتغير في السنوات الأخيرة من العقد الأول في القرن الحالي.

لازوفيتش بدأ القصة وفان بيرسي نقلها للعالم

تعرض دانكو لازوفيتش مهاجم أيندهوفن الهولندي لإصابة عضلية صعبة، لم ينتظر علاج الأطباء في هولندا بل عاد إلى بلاده وزار عيادة كوفاسيفيتش في بلجراد، وهناك حصل على العلاج السريع واستطاع العودة في وقت أسرع من المتوقع. لم يكن أول لاعب عولج عند ماريانا بل ذكرت هي خلال مقابلة مع موقع “نوفوسيتي” الصربي أن أول لاعبين عالجتهما هما ماركو بانتاليتش وبوجدان بوجدانوفيتش.

روبن فان بيرسي أحبط الهولنديين ومشجعي آرسنال حين تعرض لإصابة في كاحله خلال مواجهة هولندا وإيطاليا الودية في نوفمبر 2009، كان من المتوقع أن تُبعده عن الملاعب لـ4 أشهر، لكن أحد زملائه الذي كان يتواجد في أيندهوفن مع لازوفيتش أخبره بقصة الطبيبة الصربية المعجزة.

فان بيرسي أراد الذهاب إلى هناك رغم معارضة مدربه الفرنسي آرسين فينجر، وقد ذهب بالفعل وعولج على أيدي كوفاسيفيتش لكن الأمر لم ينجح وعاد المهاجم إلى لندن وكاحله مازال متورمًا وقد احتاج إلى عملية جراحية لإصلاح الأربطة وعاد للعب في إبريل 2010.

رحلة فان بيرسي شجعت العديد من لاعبي الدوري الإنجليزي بالذهاب للعلاج عند كوفاسيفيتش، وبعضهم كان قد ذهب قبله بالفعل لكن لم يظهر ذلك للإعلام، أبرزهم بابلو زاباليتا وفينسنت كومباني من مانشستر سيتي وثلاثي ليفربول، يوسي بن عيون وجلين جونسون وألبرت رييرا، بجانب فرانك لامبارد الذي ذهب إلى هناك بعد حالة فان بيرسي ولكنه عاد سريعًا دون أن يقتنع بجدوى العلاج.

رافا بينيتيز المدير الفني لليفربول قال آنذاك، كما نقل موقع “ذا أتلتيك” “العديد من اللاعبين الكبار يذهبون منذ سبع سنوات. قد كان الأمر ناجحًا وأعتقد أنه آمن. لقد أرسل سيتي لاعبين مسبقًا، وكانوا يلعبون في غضون أيام. لقد تحققنا من ذلك عندما علمنا باللاعبين المختلفين الذين كانوا هناك. يجب أن أعترف أننا فوجئنا بمدى نجاحها. هذا يعني أن لدينا لاعبين متاحين وتدريبات توقعنا أن يغيب عنها لعدة أسابيع.”.

كوستا، رونالدو، مودريتش وآخرون

تفخر ماريانا بقائمة طويلة من المرضى الذين ساعدتهم للعودة بسرعة أكبر من المتوقع، إذ كانت قد قدمت العلاج للمهاجم الإسباني دييجو كوستا عام 2014 ليستطيع اللحاق بنهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، ولكنه لم يلعب سوى 9 دقائق وخارج الملعب مصابًا.

كريستيانو رونالدو لجأ للطبيبة المعجزة، كما بدأت تُوصف في الإعلام، بعد إصابته خلال نهائي بطولة يورو 2016، وقد زارها في دبي بحثًا عن العلاج السريع حتى يكون جاهزًا لاستعدادات الموسم الجديد لكنه لم يستفد كثيرًا وعاد للعب بعد 60 يومًا تقريبًا.

لوكا مودريتش هو الحالة التي أذهلت الجميع مؤخرًا، إذ لجأ للساحرة، على حد وصف أسامواه جيان، للعلاج قبل نهائي كأس إسبانيا ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ومانشستر سيتي عام 2023.

النجم الكرواتي كان من المقرر أن يغيب 4 أسابيع بسبب الإصابة في أوتار الركبة لكنه عاد للعب سريعًا بعد زياته لماريانا ولعب بديلًا في نهائي الكأس وأساسيًا في إياب نصف نهائي دوري الأبطال.

آخر اللاعبين الذين زاروا الطبيبة هو المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش نجم الهلال السعودي وقد ساهمت في تقليل مدة غيابه مما أعادها للصورة من جديد.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى