بنك أفريقيا وبنك فلسطين يوقعان إتفاقية شراكة استراتيجية

وقع بنك أفريقيا وبنك فلسطين، أمس الثلاثاء، اتفاقية شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تجسد القيم المشتركة بين المجموعتين المصرفيتين والمتمثلة في الالتزام بالتنمية المستدامة والشمول المالي ودعم ريادة الأعمال.

وأوضح بلاغ مشترك للبنكين أن هذه الشراكة التي وقعها رئيس بنك أفريقيا، عثمان بنجلون، ورئيس بنك فلسطين، هاشم الشوا، تروم أساسا تعزيز التعاون الاقتصادي بين فلسطين والمغرب.

وتنص هذه الشراكة الاستراتيجية، التي جاءت نتاج جولة من المشاورات واللقاءات التي عقدت في كل من المغرب وفلسطين، على استثمار رمزي متبادل في حصة من رأسمال كل من المؤسستين المصرفيتين، وذلك عبر شراء الأسهم في البورصات الفلسطينية والمغربية المدرجتين فيها في كل من الدار البيضاء ونابلس.

وأوضح المصدر ذاته، أنه علاوة على الاستثمار الرمزي الذي سيبدأ بتملك بنك أفريقيا لأسهم تعادل حوالي 1.2% من رأسمال بنك فلسطين، سيعمل الشريكان المصرفيان على تطوير تعاون مصرفي موسع في مجالات التمويل التجاري والمراسلة البنكية بالإضافة إلى تبادل الخبرات في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم ريادة الأعمال والابتكار.

كما تروم هذه الشراكة أيضا تعزيز تدفق التجارة والاستثمارات بين المغرب وفلسطين، إلى جانب التعاون الثقافي من خلال تنفيذ مبادرات مشتركة تسلط الضوء على الروابط التاريخية المتجذرة بين البلدين.

وبهذه المناسبة، أشار السيد بنجلون إلى أنه بالإضافة إلى جوانبها المالية والاقتصادية والثقافية، تشكل هذه الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، عملا مؤسساتيا يجسد التضامن والثقة في مستقبل الأراضي الفلسطينية، ومساهمة بنك أفريقيا، باعتباره فاعلا خاصا أفريقيا بجذور مغربية، في تشكيل مستقبل اقتصادي مشترك بين البلدين.

وقال : “هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نجتمع اليوم من أجل هذه المبادرة القوية والرمزية التي تهم إبرام شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد بين مجموعتينا الماليتين اللتين تلعبان دورا رئيسيا في بلديهما وفي منطقتهما: بنك فلسطين وبنك أفريقيا”.

و في هذا السياق أكد رئيس بنك أفريقيا، أن المغرب وفلسطين تربطهما علاقة عريقة ضاربة في التاريخ تعود إلى عصر الموحدين بالمغرب الذين كانت تربطهم علاقات اقتصادية وعسكرية وثقافية مع فلسطين في عهد صلاح الدين الأيوبي.

من جهة أخرى، تطرق السيد بنجلون إلى الرسالة الملكية بتاريخ 23 دجنبر 2020، التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، مبرزا الأهمية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للقضية الفلسطينية التي تسمو إلى مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة.

وأكد أن الدعم متعدد الأبعاد الذي يقدمه المغرب لفلسطين – إنسانيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا – المتواصل إلى اليوم في السياق المأساوي للعدوان على غزة، هو دعم ثابت وغير مشروط.

وتابع أن هذا الدعم يأتي من السلطات العمومية المغربية بجميع مكوناتها، ويجب أن يأتي بشكل أكبر من القطاع الخاص المغربي، مضيفا أن مجموعة بنك أفريقيا مثال حي على ذلك.

وأبرز أن “بنك أفريقيا وبنك فلسطين، اللذان تم إنشاؤهما في نفس الوقت تقريبا، في عامي 1959 و1960 على التوالي، يتقاسمان مجموعة من القيم المشتركة. ويتعلق الأمر بكونهما مجموعتين خاصتين متعددتي المهن، مع مساهمة في رأس المال مؤسسية وعائلية. ويعمل البنكان لصالح التنمية الشاملة والمستدامة في أراضيهما: في فلسطين بالنسبة لبنك فلسطين، وفي المغرب وبقية أفريقيا بالنسبة لبنك أفريقيا”.

وأوضح السيد بنجلون أن البنكين يخلقان بالتالي قيمة اقتصادية ومالية، بقدر ما هي اجتماعية ومجتمعية لفائدة مساهميهما وزبنائهما ومختلف الجهات الفاعلة، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تنص على استثمار رمزي متبادل في حصة من رأسمال كل من المؤسستين المصرفيتين، وتعاون في عدد من المجالات الأولية التي تم تحديدها، بالإضافة إلى الترويج الاقتصادي لفلسطين والمغرب كمنصة نحو أفريقيا بهدف تعزيز التدفقات التجارية والاستثمارات.

وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بتعاون ثقافي يستفيد، على الخصوص، من الحضور الاستثنائي للمغرب في القدس الشرقية، من خلال المركز الثقافي “بيت المغرب”، بالإضافة إلى إعداد مؤلف مشترك حول العلاقات العريقة بين العاصمتين التاريخيتين القدس وفاس.

وبالنسبة للسيد بنجلون، فإن “هذه الشراكة مبرمة للحاضر ومن أجل الأجيال القادمة، وهي تغذي الطموح في بلورة أحد أبعاد التضامن والأخوة المغربية الفلسطينية. كما أنها تمثل عملا مؤسساتيا يبرز الثقة في مستقبل الأراضي الفلسطينية وكذلك في مصير اقتصادي مشترك سيتم صياغته بمشاركة والتزام أكبر للفاعلين الاقتصاديين الخواص المغاربة”.

من جهته، أعرب السيد الشوا عن فخره بتدشين الشراكة مع بنك أفريقيا، مؤكدا أن هذه الشراكة تنسجم مع توجه البنك للتوسع إقليميا إلى جانب التزامه بجلب الاستثمارات إلى فلسطين.

وأعرب عن خالص شكره لرئيس مجلس إدارة بنك أفريقيا، والمملكة المغربية، لتحليهم بالبصيرة والرؤية الثاقبة، وتوقيع الشراكة مع بنك فلسطين في هذه الأوقات العصيبة، مبرزا أن هذا الاستثمار يعكس ثقة كبيرة في البنك وفي المستقبل الاقتصادي لفلسطين.