إقتصاد

الدورة 11 من لوجيسميد: اللوجيستيك الحضري، أداة ضرورية لاقتصاد ناجع ومستدام

سلط المشاركون في مائدة مستديرة نُظمت، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، على هامش الدورة 11 من المعرض الدولي للنقل واللوجستيك لإفريقيا والمتوسط (لوجيسمد)، الضوء على أهمية اللوجيستيك الحضري باعتباره أداة ضرورية لتحقيق اقتصاد ناجع ومستدام.

وشكلت هذه المائدة المستديرة، التي تم خلالها التركيز على مدينة الدار البيضاء، فرصة للمشاركين لإلقاء الضوء على تحديات الخدمات اللوجستية الحضرية وآفاقها، وذلك من منظور الجهات الفاعلة في القطاع العام والمشغلين في القطاع الخاص المشاركين في سلسلة القيمة.

وبهذه المناسبة، أكدت المديرة العامة للوكالة الوطنية للموانئ، نادية العراقي، أن الوكالة واعية بشكل كبير بالأهمية الحاسمة للخدمات اللوجستية في التنمية الحضرية.

وبعد أن سلطت الضوء على أهمية الوكالة الوطنية للموانئ، أبرزت أنه يمكن اعتبار الوكالة الفاعل اللوجيستي الأول للمملكة.

كما ذكرت السيدة العراقي بعض البيانات الرئيسية المتعلقة بنشاط ميناء الدار البيضاء، موضحة أنه بحجم يبلغ 1.1 مليون سيارة خاصة وإجمالي مهم من البضائع المستوردة البالغ قيمتها 250 مليار درهم، فإن مينائ الدار البيضاء يظل فاعلا بارزا في الاقتصاد الوطني.

وأضافت أن ما يفوق 1.000 وكيل لشحن البضائع يستخدمون بشكل دوري البنيات التحتية المينائية للمدينة، الأمر الذي يعكس الأهمية القصوى لربط الطرق والسكك الحديدية من أجل التشغيل السلس للميناء.

واعتبرت المديرة العامة للوكالة أنه مع عبور ما يعادل 7.000 شاحنة يوميا، أصبح من اللازم توجيه تدفقات النقل ودمج ميناء الدار البيضاء بصورة أكثر نجاعة ضمن شبكة الطرق السريعة، وذلك بغرض تقليل الأثر على حركة المرور داخل المناطق الحضرية.

وعلاوة على ذلك، شددت السيدة العراقي على ضرورة تنويع أنشطة الموانئ مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات التنمية المستدامة، مبرزة أنه “خدمة لهذه الغاية تعمل الوكالة الوطنية للموانئ على مبادرات تروم تحسين الربط بين الميناء والمدينة، لا سيما من خلال تعزيز اتصال بحري أمثل من شأنه تخفيف الازدحام في المناطق المينائية والحضرية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز الانتقال إلى منطقة لوجستية متعددة الوسائط توفر حلول مستدامة لتداعيات النقل والتمدن”.

من جانبه، شارك أنس أرهبال، مدير سلسلة التوريد بمجموعة سنترال دانون، التجربة اللوجستية للشركة من أجل إظهار تعقيد سلسلة التوريد والتحديات التي تطرحها.

وأوضح أن سنترال دانون تدير شبكة لوجستية تضم 500 شاحنة وتورد ما لا يقل عن 75 ألف نقطة بيع في جميع أنحاء المغرب، مضيفا أن الدار البيضاء تمثل حصة مهمة تبلغ نسبتها 20 في المائة من نشاط توزيع الشركة.

وسلط السيد أرهبال الضوء على خصوصية نشاط الشركة الذي يقوم على توزيع منتجات طازجة للغاية مع تحقيق شرط توصيلها “في الوقت المناسب”، وذلك بالنظر إلى تاريخ الاستهلاك الذي لا يتعدى 4 أيام.

وأوضح أن “هذا الإكراه يفرض تحديات لوجستية هائلة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بخدمة مناطق مثل المدن العتيقة، مما يتطلب تكييف مركبات التوصيل واستخدام الصناديق العازلة للحرارة”.

يشار إلى أن المعرض الدولي للنقل واللوجستيك لإفريقيا والمتوسط (لوجيسمد) ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار “أي استراتيجيات لوجيستيكية لمواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والبيئية؟”، ويستمر إلى غاية 09 ماي.

ويجمع المعرض الفاعلين في مجتمع الخدمات اللوجستية حول برنامج غني من المعارض والمؤتمرات واللقاءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى