خارج الحدود

مستشار سابق لزيلينسكي يجدد الجدل بتأييد روسيا

أثار المستشار السابق للرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، الجدل بتصريحاته الأخيرة التي كشفت عن تأييده ومساندته للغزو الروسي على بلاده، حيث قال “الغرب خدع روسيا بالتوسع في الشرق”.

 واعتبر البعض أن تصريحاته مضللة وتم التلاعب بها لإثارة الفوضى، وذكرت صحيفة “نيوزويك” بأن تسجيل المستشار تم تحريره بشكل مضلل، مشيرة إلى أن رئيس تويتر إيلون ماسك والرئيس التنفيذي لشركة فايزر تعرضا لمواقف مماثلة سابقاً.

وقالت الصحيفة: “يبدو أن أوليكسي أريستوفيتش، الذي ادعى في مقطع فيديو قصير أن (الغرب خدع روسيا بالتوسع في الشرق، وتحويل أوكرانيا إلى دولة ضخمة مناهضة لروسيا، قد تم تعديله لاستبعاد السياق الرئيسي من تصريحاته، التي صدرت قبل الغزو الروسي على أوكرانيا.

وقال المستشار في مقطع الفيديو الذي شاهده 320 ألف شخص على تويتر: “لقد خدع الغرب روسيا. لقد وعدوا بعدم دفع الناتو إلى الشرق، وقد فعلوا ذلك. لقد حولوا أوكرانيا إلى دولة ضخمة مناهضة لروسيا. لو كنت مكان روسيا، لكنت فعلت الشيء نفسه بالضبط”.

وتم تداول الفيديو عبر منصات مختلفة، محققاً نسب مشاهدة عالية بين المتابعين، بالإضافة إلى مشاركته عبر حسابات بلغات أخرى بما في ذلك الفرنسية، كما نُشرت نسخاً من الفيديو على قنوات يوتيوب باللغة الروسية، في تاريخ 26 فبراير(شباط) الماضي وأخرى في 2 مارس(أذار) الجاري، وحصلت الأخيرة على أكثر من مليوني مشاهدة.

“The west deceived Russia. They promised not to push NATO to the east, and they did. They turned Ukraine into a huge anti-Russian country. If I was in Russia’s shoes, I would have done the exact same thing.” —Former adviser to Zelensky, Alexey Arestovichpic.twitter.com/AsRdm6gfwX

— sarah (@sahouraxo) March 13, 2023

ليست الأولى

وحسب الصحيفة، كان أريستوفيتش أحد أبرز مساعدي زيلينسكي وأكثرهم صراحة خلال الحرب من خلال المقابلات العديدة، فسلوكه وصوته الهادئ أكسبه لقب “رئيس أوكرانيا المنكمش”.

ولكن تصريحاته أثارت جدلاً في الماضي، مثيرة انتقادات من كلا طرفي الصراع، حيث أُجبر ضابط المخابرات الأوكراني السابق، على الاستقالة في يناير(كانون الثاني) الماضي، إثر تصريحاته عن فشل الدفاعات الجوية الأوكرانية في اعتراض ضربة صاروخية روسية استهدفت مبنى سكنياً في دنيبرو وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.

وانتقدت القوات المسلحة الأوكرانية تصريحاته بشدة ، واعتذر أريستوفيتش فيما بعد وتراجع عن تعليقاته مشيراً إلى انه “خطأ بسبب الإرهاق”.

لقطات محررة

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من تاريخ أريستوفيتش في التصريحات المثيرة للجدل، إلا أن تعليقاته حول العلاقات بين روسيا وحلف الناتو قد انتزعت من سياقها في المقطع المحرر، مما أدى إلى تحريف الرسالة التي كان ينقلها، كما يتضح من النسخة الكاملة للمحادثة.

وأوضحت أن اللقطات المضللة أخذت من مقابلة أجراها المستشار السابق قبل أكثر من 5 سنوات مع قناة “UkrLife” التلفزيونية الأوكرانية.

أصل الحكاية

وجاء في المقطع الأصلي قول أريستوفيتش: إن “الغرب خدع روسيا. لقد وعدوا بعدم دفع الناتو نحو الشرق، وقد فعلوا ذلك، لقد حوّلوا أوكرانيا إلى دولة ضخمة معادية لروسيا، في القتال يجب أن تختار دائماً أن تراهن على ما يصلح. لقد نجحت القومية في ذلك الوقت، لأن الجميع كانوا يتذمرون، وكانوا خائفين. والقوة الوحيدة التي أثارت الناس حقاً ورفعتهم لهم للقتال كانت القومية الأوكرانية اليمينية المتطرفة”.

وأضاف “لقد نشأ لدى روسيا ارتياب عميق من الغرب، لقد تم خداعهم بشأن عدم تقدم الناتو إلى الشرق وتم إذلالها لفترة طويلة في التسعينيات، لذا فإن الروس على حق عندما يتحدثون عن عدم ثقتهم في الغرب، وأنهم بحاجة إلى الدفاع عن أنفسهم”، مشيراً “لو كنت مكان الروس، لفعلت الشيء نفسه تماماً”.

وأوضح المستشار السابق “الروس على حق عندما يتحدثون عن عدم ثقتهم بالغرب، لأنه حتى لو كان هذا هو جنون العظمة لديهم، فلهم الحق السيادي في أن يكونوا مصابين بجنون العظمة، وأعتقد أنه عندما حدثت ثورة الميدان الأولى، فسروا ذلك على أنه انقلاب قام به عملاء غربيون، من أجل إحداث فجوة في بؤس روسيا، بهدف تحويل أوكرانيا إلى دولة ضخمة مناهضة لروسيا”.

وتابع “وهكذا بدأوا في الدفاع عن هذه المصالح. لكنهم لم يتمكنوا من احتلال أوكرانيا بأكملها لأسباب واضحة، لذلك كان ردهم هو إحداث فجوة في الجزء السفلي من أوكرانيا (شبه جزيرة القرم ودونباس)، الأمر الذي من شأنه أن ينزف باستمرار ويعطي روسيا نفوذاً في علاقاتها مع كييف “.

واختتم تصريحاته بالقول: “الغرب لا ينوي تفكيك روسيا أو تدميرها؛ إنه ببساطة يركز على مجموعة صغيرة من صانعي القرار وسيعمل على فصل بوتين عن دائرته المقربة”.

Same Guy in 2019. As Zelenskys adviser. pic.twitter.com/082vNR24Ig

— rds (@robotnr7312) March 14, 2023

خطأ في التقدير

ولفتت الصحيفة إلى أن المستشار السابق لم يزعم في أي وقت من المقابلة أنه يدعم أو يوافق على موقف روسيا بشأن توسع الناتو، إذ أعرب في تصريحات أدلى بها مؤخراً بعد بدء الغزو في فبراير(شباط) 2022، عن شكوكه في أن يكون توسع الناتو هو الدافع الحقيقي للغزو.

وقال: “لقد فشلوا في هذه المهمة: الناتو آخذ في التوسع. لم يرغبوا في رؤية عضو جديد في الناتو، ولكن هناك الآن عضوان آخران – فنلندا والسويد. اتضح أنهما لم يزعجهما توسع الناتو أبداً”. وحول الضم الأولي لشبه جزيرة القرم والنشاط المزعزع للاستقرار في شرق أوكرانيا، يعتقد أريستوفيتش أنه حدث بسبب خطأ في التقدير من جانب القيادة الروسية.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى