فنانة “النحت التشريحي” أفنان موسى: مكنونات الإنسان في مجسم
منحوتة للأذن (من أعمال أفنان موسى)
الأربعاء 10 مايو 2023 / 16:00
“في الفن تزدهرُ زقاق العقل الميتة وتتعرى خبايا الروح الدفينة، في النحت التشريحي وجدتُ أبطالاً لروايات تختبئ خلف الأعضاء الداخلية للإنسان، وتتجمعُ لتروي شخصاً واحداً للعلن”.
هكذا تحدثت أفنان موسى عن دمج النحت وتشريح الأعضاء، وتقول: “أرى نفسي قصة نجاح عنوانها التعلم الذاتي، فقد بدأت مشاهدة النحت عبر اليوتيوب وتعلمه من الأساسيات، إلى أن وصلت أبيع قطعي في أكثر من 18 دولة”.
“درستُ تخصصاً طبياً لأرى أعضاء الإنسان من الداخل، ففكرتُ في الفن التشريحي لتمثيل الإنسان بصورة واقعية، وأكمل الدبلوم العالي في تخصص العلاج بالفن في الجامعة الأردنية”.
وتعتبر موسى “أن النحت فن وجود الإنسان ونقشه مجسماً ملموساً”، وتضيف “يسبق تفكيري في المنحوتة هدف أتطلع إليه، فشكل القلب رسالةً مني للناس أننا جميلين من الداخل وبإمكاننا أن نُزهر متى شئنا، وأنه منبع حب الذات، لذلك بدأت به مجسماً لشكله التشريحي الخلّاق”.
“النحت” وإثارة الجدل
“انطلقتُ بنحت رحم بطلب من عميلة أصيبت بمرضٍ فيه، ودت بعد شفائها أن تهدي طبيبها القطعة تعبيراً عن امتنانِها” توضح أفنان سبب نحتها لمجسم الرحم، وتضيف “الرحم مجسم يمس تابوهات المجتمع لأنه جزء من جسد الأنثى”.
وتقول: “خلق هذا المجسم بداخلي رغبة في جعل التقييم مقروناً بالرسالة المرجوة، وتخفيفاً من حدة واقعية تفاصيله، وضعتُ عليه الورد ليضيف عنصراً جمالياً، لأن هذا العضو أصل الحياة”.
نحت الأذن والجنين
شكلت الأذن لموسى تحدياً فتقول: “الأذن الداخلية والوسطى، دقيقة جداً ومكونة من طبقات، وكان علي أن أجعلها واقعية في مجسم ثلاثي الأبعاد، ونحتت الجنين بين يدي أمه، واعتبرته إحدى أصعب القطع لأبعاده وحجمه وإبداع خلقه”.
وتقول موسى إن “النحت التشريحي، يعتبر جديداً على الأردن بشكل خاص، وعلى الوطن العربي بشكل عام، وأثناء بحثي عن المفهوم لأول مرة كانت بياناته قليلة جداً في المحتوى العربي على الإنترنت”.
وكالات