
خافيير ميلي، الوافد الجديد الذي يحلم بإنقاذ الاقتصاد الأرجنتيني
إلى حدود الأسبوع الذي سبق الانتخابات الرئاسية ليوم الأحد، كان الفوز الساحق الذي حققه خافيير ميلي في الجولة الثانية على منافسه سيرخيو ماسا أمرًا لا يمكن تصوره، غير أن فوزه أكد مكانته كسياسي لا يمكن أن يخضع لأي تصنيف.
وقد صوت أكثر من 55.9 بالمائة من الناخبين الأرجنتينيين لصالح خافيير ميلي، الذي يعرّف نفسه بأنه ليبرالي متطرف ويريد تغيير قواعد عمل الاقتصاد الأرجنتيني.
ووفقا له، فإن هذه القواعد التي وضعتها الحكومات المتعاقبة هي التي قوضت الأسس الاقتصادية للبلاد وجعلت أربعة من أصل كل عشرة أرجنتينيين تحت خط الفقر.
معرفته بخبايا الاقتصاد، وظهوره اللافت على شاشة التلفزيون كمستشار اقتصادي ومقترحاته بإغلاق البنك المركزي ودولرة الاقتصاد، كل ذلك أدى إلى إقناع غالبية الأرجنتينيين. شخصية ميلي المفعمة بالحيوية تجذب إليها الانتباه. منذ أن قرر دخول الساحة السياسية عام 2021 للحصول على منصب نائب برلماني كثيرا ما يوصف ميلي بأنه الفتى المشاغب للسياسة.
بشعره الأشعث وخطاباته الصريحة، أصبح ميلي في غضون أشهر قليلة ظاهرة حقيقية تجري وراءها جميع القنوات التلفزيونية في البلاد.
يقول ميلي، الذي ترافقه دائمًا أخته كارينا، التي تعد كبيرة مستشاري الرئيس المنتخب، إن عائلته الوحيدة تتكون من خمسة كلاب تحمل أسماء اقتصاديين بارزين ليبراليين، من بينهم الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل ميلتون فريدمان.
ويُعزى انتصاره في انتخابات يوم الأحد إلى الحملة الفعالة التي قادها حزبه الليبرالي المتطرف “ليبرتاد أفازا ” وإلى الدعم القوي من منافسته في الجولة الأولى، باتريسيا بولريتش، رئيسة حزب “المقترح الجمهوري” الذي ينتمي إلى يمين الوسط.
ووعد ميلي، الذي يرى أن على الدولة أن تنفصل عن المجال الاقتصادي، بتقليص عدد الوزارات إلى ثمانية وإجراء تخفيض في الإنفاق العام من أجل تقليص عجز الميزانية.
لكن فكرته المتمثلة في “دينامية” البنك المركزي كانت الأكثر إثارة للجدل خلال الحملة الانتخابية. ويعتبر أن السياسة النقدية التي تطبقها هذه المؤسسة هي المصدر الرئيسي لإفقار الأرجنتينيين.
ولوضع حد لآفة التضخم التي وصلت إلى 142.7 بالمائة نهاية أكتوبر، يقترح ميلي علاجا “بالصدمة”: “دولرة” الاقتصاد لتخفيف الضغط على الطلب القوي على هذه العملة الأجنبية التي اعتبرها الأرجنتينيون ملاذهم.
ومن الناحية السياسية، فإن أفكار ميلي لا تقل إثارة للجدل. فهو يكرر في كل لقاءاته أن مشروعه يتمثل في وضع حد لتصرفات من يعتبرهم “الطغمة” السياسية.
ولم يتردد في التلويح بالمنشار في العديد من المناسبات، في إشارة إلى الوعد بالقضاء على كل البيروقراطيات الحزبية والسياسية التي، حسب قوله، تعيق الديناميكيات الاقتصادية الخاصة.
وأكد باستمرار أنه “من المستحيل أن تكون هناك دولة مختلفة بنفس الوجوه القديمة” .
عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، ميلي ليس متحمسا لاقامة علاقات مع الصين، ولا مع البرازيل بزعامة لولا دا سيلفا، رغم أن هذين البلدين يشكلان الشريكين الاقتصاديين الرئيسيين للأرجنتين.
لقد رفع رئيس الأرجنتين المنتخب سقف الانتظارات عاليا بما يتناسب وآمال مواطنيه في حل مشاكل البلاد.
إلى ميلي عهد الناخبون الأرجنتينيون بمسؤولية قيادة البلاد. فهل سيكون في مستوى التوقعات والوفاء بوعوده؟. الجواب اعتبارا من 10 دجنبر!.