الكرملين: لا وجود لدولة مستقلة في أوروبا

 تصاعدت دعوات الغرب إلى موسكو للعدول عن قرارها تعليق مشاركتها في معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها “ستارت” الموقعة مع واشنطن.

وتأتي الدعوات بعد خطاب ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية الفيدرالية، أعلن فيه عن تعليق مشاركة بلاده قائلاً: “أنا مضطر لأن أعلن اليوم أن روسيا توقف مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت)”.

تبرير روسي

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن الولايات المتحدة علمت بقرار تعليق مشاركة روسيا في معاهدة “ستارت” من خطاب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمام الجمعية الفيدرالية.

وأضاف أن “موسكو لن تترك معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت)، وأن الحديث يدور عن تعليق العمل بها”، موضحاً أن الهدف الرئيسي هو التأكد من استمرار احترام التكافؤ النووي.

وأوضح “روسيا لن تتركها (معاهدة ستارت) وهو ما أكد عليه الرئيس، إنه تعليق العمل بها. هذا مهم للغاية، لأن ما تريده الولايات المتحدة ودول أخرى من عمليات تفتيش ليس ممكناً في ظل المواجهة الحالية التي ينخرط فيها الناتو بشكل أعمق، بالإضافة إلى ذلك، ادعى الناتو أنه جزء من الاتفاقية”.

وتابع “لذلك هذا مهم، يجب أن نأخذ في الاعتبار القدرات النووية لبريطانيا وفرنسا، وهو أمر مهم للغاية أيضاً. الهدف الرئيسي للرئيس وبلدنا هو التأكد من استمرار هذا التكافؤ النووي”.

وأشار الكرملين إلى أنه لا وجود لدولة مستقلة في أوروبا لأنه كان على الجميع أن يتبع واشنطن باستمرار في تشكيل سياساته، قائلاً “الولايات المتحدة تدير أوروبا رغم الأصوات المعارضة لهذه التدخلات داخل الاتحاد الأوروبي”، وأوضح أن هدف روسيا هو الحفاظ على التوازن النووي في العالم، مؤكداً أن موسكو كي لا تواجه أي طرف تواصل البحث عن علاقات ودية.

التراجع بشرط

وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن هناك كل الأسباب للقول إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى تقويض الأمن القومي لروسيا.

وأضافت في بيان أن “موسكو ستواصل الامتثال للقيود الكمية على القيود الهجومية الاستراتيجية، على الرغم من تعليق معاهدة ستارت، من أجل الحفاظ على درجة كافية من القدرة على التنبؤ والاستقرار في مجال القذائف النووية، تعتزم روسيا التقيد بنهج مسؤول وستواصل الامتثال الصارم للقيود الكمية المفروضة على الأسلحة الهجومية الاستراتيجية التي نصت عليها المعاهدة”.

وتابعت أن “قرار تعليق معاهدة ستارت قد يكون قابلاً للتراجع، ولهذا يجب على الولايات المتحدة إظهار الإرادة السياسية وبذل الجهود لوقف التصعيد، وتهيئة الظروف لاستئناف العمل الكامل للمعاهدة، وبالتالي ضمان قابليتها للتطبيق بشكل شامل”.

العودة للمعاهدة

ومن جهتها، أعربت الرئاسة الفرنسية اليوم الثلاثاء، عن قلقها العميق جراء تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي طالب فيها جيشه بالاستعداد لإجراء تجارب نووية، وقالت: “ننظر بقلق إلى طلب بوتين لجيشه بالاستعداد لإجراء تجارب نووية”.

ودعت بريطانيا أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة النظر في قرار تعليق المشاركة بمعاهدة ستارت.

فيما دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، الولايات المتحدة وروسيا لاستئناف التنفيذ الكامل لمعاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت)، بشكل فوري، وقال:”كان موقف الأمين العام واضحاً دائماً، يجب على الولايات المتحدة وروسيا استئناف التنفيذ الكامل لمعاهدة ستارت 3 على الفور”.

ووفقاً له، فإن معاهدة “ستارت 3” والمعاهدات الثنائية اللاحقة بشأن خفض الأسلحة النووية الاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة، ضمنت ليس فقط أمن هذه الدول ولكن أمن المجتمع الدولي بأسره.

وكالات