الشركات الناشئة بالمغرب.. منظومة تولي أهمية محورية للابتكار
(ياسين أحيزون)
تركز منظومة الشركات الناشئة بالمغرب على قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، من قبيل التكنولوجيا والمالية والفلاحة، مما يدفع هذه المقاولات إلى إيلاء أهمية محورية للابتكار.
وقد مكن إعداد سياسات لفائدة المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، وكذا اعتماد مجموعة من التحفيزات الضريبية، المغرب من توفير بيئة مواتية لازدهار هذه المقاولات الصغيرة.
من جهة أخرى، يهتم المستثمرون والسلطة التنفيذية على نحو متزايد بسوق الشركات الناشئة، الآخذ في الازدهار بفضل المؤهلات التي تتيحها المملكة، ولاسيما من حيث اليد العاملة المؤهلة ومنخفضة التكلفة، والبنيات التحتية المهمة القادرة على جذب المستثمرين.
وبناء على ذلك، تتوفر العديد من برامج التدريب والتكوين والتمويل الموجهة للشركات الناشئة الراغبة في التطور (فرصة، انطلاقة…).
كما تعمل العديد من حاضنات ومسرعات الأعمال على تقوية منظومة الشركات الناشئة بالمغرب، عبر دعم المقاولات الشابة من خلال توفير الموارد والدعم المستمر لتطوير أنشطتها.
+ التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال: مجال يغري الشركات الناشئة المغربية +
من الواضح أن قطاع التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال يحتل المرتبة الأولى ضمن القطاعات الأكثر جذبا للشركات الناشئة بالمغرب.
وتتجه العديد من المقاولات نحو الابتكار التراكمي أو المجاور للحلول لفائدة قطاعات الصحة والتعليم والسياحة.
كما تتطور التكنولوجيا المالية (Fintech) على قدم وساق، مع وافدين جدد إلى السوق يسعون إلى دمقرطة المعاملات المالية الإلكترونية لتسهيل عمليات الشراء والتحويلات المالية للأسر المغربية.
وفي هذا الصدد، قال الحسين موسى، المدير العام لشركة “MoussaSoft” الناشئة، إن منظومة الشركات الناشئة بالمغرب تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية بفضل دعم ريادة الأعمال، مما أدى إلى زيادة في عدد المقاولات الناشئة في البلاد.
وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن قطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال يوجد في طور التحول إلى أحد القطاعات الأكثر دينامية، متيحا العديد من الفرص للمقاولات الناشئة.
وأوضح السيد موسى أن “ذلك هو الحال بالنسبة لمقاولة “MoussaSoft” الناشئة. نحن نركز على تطوير حلول إلكترونية على المقاس، تشمل تصميم البطاقات الإلكترونية، وبرمجة أجهزة التحكم الدقيقة، وتصميم وطبع مواد ثلاثية الأبعاد، وكذا تطوير تطبيقات هاتفية والكترونية”.
كما تتوفر هذه المقاولة الناشئة على موقع إلكتروني، وهو عبارة عن متجر رقمي يعرض مختلف أنواع البطاقات القابلة للبرمجة واللواقط ووحدات الاتصال والتزويد بالطاقة والمكونات الالكترونية، على غرار بطاقات ” Arduino ” و ” Raspberry “، بالنسبة لمشاريع “إنترنت الأشياء”.
وتبدو الفكرة واضحة، وهي مساعدة المقاولات والتعاون معها ومع الأفراد لبلوغ أهدافهم في ما يتعلق بتطوير المنتجات.
وبخصوص آفاق تطور الشركات الناشئة بالمغرب، اعتبر السيد موسى أنه من المرتقب أن يشهد هذا القطاع نموا متواصلا، وذلك بفضل توفر التمويل وإحداث حاضنات ومسرعات للشركات الناشئة.
وبرأيه، فإن الدعم الحكومي لريادة الأعمال والابتكار يعد عاملا رئيسيا لنمو هذا القطاع مستقبلا.
لا شك في أن الآفاق المفتوحة أمام الشركات الناشئة بالمغرب جد إيجابية. فبفضل السياسات التحفيزية الموجهة للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، وتوفر إطار ضريبي ملائم ويد عاملة مؤهلة، يتيح المغرب بيئة مواتية لتطور المقاولات الشابة.