خارج الحدود

أوكرانيا تتقدم بقائمة أكبر مستوردي الأسلحة في العالم

قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري”، اليوم الإثنين، إن عمليات نقل الأسلحة الأوروبية ارتفعت بشكل حاد خلال العام الماضي بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث أصبحت أوكرانيا ثالث أكبر مستورد للأسلحة في العالم في عام 2022.

وقال كبير الباحثين في برنامج نقل الأسلحة التابع لمعهد “سيبري”، بيتر دي ويزمان: “حتى مع انخفاض عمليات نقل الأسلحة على مستوى العالم، فقد ارتفعت عمليات نقل الأسلحة إلى أوروبا بشكل حاد، بسبب التوترات بين روسيا ومعظم الدول الأوروبية الأخرى، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتريد الدول الأوروبية استيراد المزيد من الأسلحة بشكل أسرع”.

وتستورد أوكرانيا حالياً كميات ضخمة من الأسلحة من الولايات المتحدة وأوروبا لتأتي في المرتبة الثالثة بعد كل من قطر والهند، وفي الوقت نفسه، انخفضت صادرات الأسلحة الروسية، التي عادة ما تكون من بين أعلى المعدلات، بنسبة 31% بين 2017-2013 و 2022-2018.

ويقول وايزمان: “من المرجح أن تستمر صادرات الأسلحة الروسية في الانخفاض حيث ستحتفظ روسيا بالأسلحة لقواتها، كما ستردع العقوبات الدول عن التعاون مع روسيا في مجال الأسلحة. ومع ذلك، زادت الصادرات الروسية إلى الصين ومصر”.

ووفقاً لمعهد “سيبري”، فقد اتسعت الفجوة بين الولايات المتحدة وروسيا كأكبر مصدرين عالميين للأسلحة بشكل كبير، كما زادت الصادرات الفرنسية بشكل حاد، حيث استحوذت الهند على 30% منها، وأضاف وايزمان:”تستمر المنافسة الاستراتيجية أيضاً في أماكن أخرى: فقد زادت واردات شرق آسيا من الأسلحة، وظلت الواردات إلى الشرق الأوسط عند مستوى مرتفع”.

ولا يقوم معهد “سيبري” عادة بإجراء مقارنات على أساس سنوي لصادرات الأسلحة، ولكن هذا العام كان استثناء بسبب حرب أوكرانيا، وتتمثل أهم الاتجاهات في تقرير سيبري، بخلاف الارتفاع الاستثنائي لصادرات الأسلحة إلى أوكرانيا، في الحشد المتزايد للدول الأوروبية ضد روسيا.

واردات مضاعفة 

وفي سياق متصل، تضاعفت واردات الأسلحة إلى أوروبا تقريباً في عام 2022 مدفوعةً بعمليات تسليم ضخمة إلى أوكرانيا، ومع زيادة نسبتها 93% على مدار عام واحد، ازدادت الواردات أيضاً بفعل تسارع الإنفاق العسكري من جانب دول أوروبية عدة مثل بولندا والنرويج، ومن المتوقع أن تتسارع أكثر استناداً إلى هذه الدراسة المرجعية.

وقال بيتر ويزمان: إن “الغزو تسبب فعلاً في زيادة كبيرة في الطلب على الأسلحة في أوروبا وهو ما سيكون له تأثير أكبر وسيؤدي على الأرجح إلى زيادة واردات الأسلحة من جانب دول أوروبية”.

واستحوذت أوكرانيا وحدها على 31% من عمليات نقل الأسلحة إلى أوروبا، وعلى 8% من إجمالي عمليات التسليم العالمية، وفقاً لبيانات سيبري، وقد ازدادت واردات كييف، بما فيها التبرعات الغربية، بأكثر من 60 مرة في عام 2022 حسب المعهد.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد قيمة لها بالدولار نظراً لأن الكثير من العقود غير شفافة، إلا أن إجمالي تجارة الأسلحة العالمية يتجاوز 100 مليار دولار سنوياً، وقال سيبري العام الماضي إن “إجمالي النفقات العسكرية قد تجاوز للمرة الأولى تريليوني دولار”.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية (2018-2022)، وهي الفترة التي لجأ إليها المعهد لتحديد الاتجاهات الرئيسية، زادت الواردات الأوروبية بنسبة 47% مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، وخلافاً لأوروبا، أظهرت كل القارات الأخرى انخفاضاً في الواردات على مدى السنوات الخمس الماضية، مع انخفاض ملحوظ في إفريقيا (-40%) وأمريكا الشمالية والجنوبية (-20%) وحتى في آسيا (-7%) والشرق الأوسط (-9%)، وعلى صعيد التصدير، لا تزال الولايات المتحدة في المقدمة (40%) تليها روسيا (16%) وفرنسا (11%) والصين (5%) وألمانيا (4%).

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى